الأحد 4 ماي 2025بمدينة صفاقس

كلمة السيد مراد بالأسود رئيس ديوان السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمناسبة الملتقى السنوي لنوادي الطلبة السفراء لقرى الأطفال س و س

حضرات السيدات والسادة،
أبناءنا الطلبة الأعزاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لي أن أشارككم اليوم فعاليات هذا الملتقى الوطني الهام، الذي يُجسد أحد أنبل أوجه الشراكة بين الفضاء الجامعي والمجتمع المدني والذي يجمعنا تحت راية الإنسانية، التضامن، والمسؤولية المجتمعية، وهو ملتقى يجسّد أسمى القيم التي نحرص على ترسيخها في منظومتنا الجامعية، وعلى رأسها روح المواطنة والانخراط الفعلي في قضايا المجتمع.
إن مبادرة « الطلبة السفراء لقرى الأطفال س وس  » ليست مجرد مشروع طلابي، بل هي رسالة قوية مفادها أن الجامعة ليست فقط فضاءً للعلم والمعرفة، بل أيضًا فضاءً للرحمة، للعطاء، ولتكوين جيل مسؤول وملتزم بقضايا الطفولة والعدالة الاجتماعية.

إن هذه المبادرة النبيلة تعكس روح العطاء والمسؤولية الاجتماعية التي يتحلى بها طلبتنا الأعزاء، وتؤكد مجددًا على دورهم الفاعل في خدمة المجتمع ودعم الفئات الهشة
إن هذه التجربة تمثل نموذجًا يُحتذى به في التكافل والتعاون من أجل هدف نبيل، وهو دعم الطفولة الفاقدة للسند، وتعزيز موارد الجمعية التونسية لقرى الأطفال « س وس » التي تبذل مجهودات جبارة لرعاية الأطفال فاقدي السند وتوفير حياة كريمة لهم.

كما لا يفوتني في هذا السياق الإشارة الى أن الأنشطة التي تم إنجازها خلال هذه السنة الجامعية في إطار اتفاقية الشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س ليست مجرد أنشطة عادية ، تكميلية أو ظرفية، بل هي رسائل أمل تحمل مشروع إنساني يعكس مدى وعي الشباب التونسي بقضايا مجتمعه واستعداده للمساهمة الفاعلة في إيجاد الحلول المستدامة و تمثل عمقًا حيويًا لمشروع إصلاحي جامع، نسعى من خلاله إلى ترسيخ مفهوم الطالب المواطن، وإلى تجسيم البعد المجتمعي للجامعة كمؤسسة للتكوين والتربية والمواطنة.

أبناءنا الطلبة،إن انخراطكم في هذه المبادرة النبيلة يُعد مصدر فخر واعتزاز، ودليلًا على وعيكم بدوركم كمواطنين فاعلين. فأنتم لا تكتفون بتحصيل المعرفة، بل تسعون إلى توظيفها في خدمة الفئات الهشة، وخاصة الأطفال فاقدي السند، وهذا يُمثل وجهًا مشرقًا للجامعة التونسية.

نحن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نثمّن هذه الشراكة مع قرى الأطفال س وس ، ونعتبرها نموذجًا يحتذى به في تفعيل الحياة الجامعية من خلال العمل التطوعي، وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي والانفتاح على المحيط. كما أودّ أن أؤكد دعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكامل والمستمر لهذه التجربة، وحرصنا على تطويرها في إطار رؤية وطنية جديدة للحياة الجامعية، ترتكز على التضامن، الإبداع، والانفتاح على محيطها الاجتماعي.

إن تعزيز البعد الإنساني في المسار الجامعي أصبح اليوم ضرورة ملحة، لذلك سنواصل دعم مثل هذه المبادرات، وسنعمل على توفير الإطار المؤسساتي والتشريعي اللازم لتعزيز دور النوادي الطالبية والمشاريع المجتمعية داخل الجامعة.

أدعوكم جميعًا إلى مواصلة هذا الدرب الجميل، درب الأمل والإرادة والعمل الجماعي، لأن مجتمعنا في حاجة إلى شباب مثلكم، شباب يحمل في قلبه الوعي، وفي عقله الإبداع، وفي سلوكه المسؤولية.

أجدد شكري لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى: إطارات الجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س، داعمي الجمعية، إطارات الإدارة العامة للشؤون الطالبية، عمداء ومديري مؤسسات التعليم العالي الحاضنة لنوادي الطلبة السفراء لقرى الأطفال س و س، والطلبة المشاركين.

وختاما أود أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى شركائنا في الجمعية التونسية لقرى الأطفال « س وس » على جهودهم المتواصلة لإحداث تغيير إيجابي في حياة أبنائنا الطلبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته