View the English version

تجربة ملهمة لشباب متطوع يرفع تحدي كفالة 3000 طفل إضافي بقرى الأطفال س و س تونس

تُعدّ رحلة الألف كيلومترا سيرا على الأقدام التي أطلقها الطلبة السفراء بقرى الأطفال س و س  تونس (متطوعون) من رمادة إلى قمرت خلال الفترة من 29 جانفي إلى 11 فيفري 2025، دعما للطفولة الفاقدة للسندة من القصص الملهمة في عالم قرى س و س التي تتجسد فيها قيم التطوع والمحبة والتضحية والشجاعة والتحدي والطموح في أبهى صورها.

لقد بادر هؤلاء الطلبة المتطوعون بتحويل فكرة زميلهم محمد ضياء بوشعالة (طالب بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس ورئيس نادي الطلبة السفراء فيها) إلى تظاهرة ضخمة جندوا لها 2000 متطوع لتحسيس المواطنين والمؤسسات وقادة الرأي في مختلف ولايات الجمهورية بأهمية الانخراط في منظومة الاقتطاع الآلي القار PAP (خصم مبلغ قار من الحساب الشخصي يحدده المتبرع ويصغ حدا لها متى شاء) راسمين هدفا طموحا يتمثل في كفالة 3000 آلاف طفل إضافي يزداد إلى قائمة الأطفال الذين ترعاهم حاليا الجمعية التونسية لقرى الأطفال والبالغ عددهم حاليا 5000 طفل.

رحلة تفاني وصمود

وتواصلت المغامرة لمدة 14 يوما جاب فيها الطلبة 24 ولاية من جنوب البلاد إلى شمالها حاملين لواء مساندة الطفولة الفاقدة للسند وحشد الدعم المادي والمعنوي لها في الأوساط الاجتماعية والإعلامية حيث نحجوا في لفت أنظار عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والدولية والشخصيات المؤثرة (منتجو مضامين وممثلون وفنانون وصحفيون) عبر الوسائط الرقمية (أنستاغرام وفايسبوك وتيكتوك) وعززوا من مؤشرات مقروئية قضية الأطفال المهددين والتعاطف معها على نطاق واسع.

كان من بين هؤلاء المشاة المتحمسين أربعة شباب من برامج منظومة س و س الذين عانوا هم أنفسهم من تحديات فقدان السند العائلي. تقدموا للمساهمة في هذه المبادرة ذات الأبعاد الإنسانية، وأثبتوا أن أولئك الذين كانوا بحاجة إلى الدعم في يوم من الأيام يقودون الآن الجهود لمساعدة الآخرين. إحداهن، صابرين، وهي عضو متفانٍ في نادي الطلبة السفراء بمنظمة س و س SOS،  سارت كل خطوة بعزم وإصرار، مجسدةً روح الصمود والتضامن.

تمكّن هؤلاء الشبان في نهاية مطاف هذه الرحلة المليئة بالعواطف الجياشة والقصص الملهمة التي أعطى فيها المشاة من ذواتهم وإبداعاتهم وأجمل ما يملكون وتحدّوا البرد والمطر وصعوبات الطريق من جمع 850 قسيمة اقتطاع جديدة ما يسمح بإضافة 350 طفلا إلى قائمة الأطفال المستفيدين من خدمات الرعاية والحماية في الجمعية.

ولم يستسلم هؤلاء الجنود الأشاوس لهذه النتيجة التي على أهميتها لم ترتق إلى هدفهم الطموح، بل أعلنوا عند إدراكهم الخط النهائي للرحلة في قرية الأطفال بقمرت أنهم سيستأنفون العمل على بلوغ هدف الثلاثة ألف طفل إضافي من خلال سلسلة من المبادرات والأنشطة والحملات التي سيطلقونها خلال شهر رمضان المعظم الذي يزداد فيه تحفز المسلمين على العطاء والتطوع لخدمة الفئات الهشة ولا سيما الأيتام.

“لن يتوقف التزامنا حتى نبلغ الهدف المرسوم ونترك الأثر المنشود” صرّح محمد ضياء بوشعالة لوسائل الإعلام بثقة وإصرار خلال حفل اختتام الرحلة مضيفا قوله: “مع إدراكنا خط الوصول نبدأ الرحلة من جديد سلاحنا إيماننا بنبل القضية والدفاع عن رعاية الأطفال المهددين وانتشالهم من الهشاشة ورفع كل أشكال التهديد عنهم حتى يعيشوا طفولتهم كما ينبغي لهم أن يعيشوها”.

عزيمة فلاذية برهن عليها الطلبة المتطوعون في تصريحاتهم وقصصهم التي شاركوها في الفضاء التواصلي الرقمي على امتداد الرحلة، حيث قال أحدهم في إحدى التدخلات الإذاعية “لن يثتينا التعب ولا  البرد والمطر  وصعوبة الظروف المناخية ولا أن نصل الليل بالنهار في مسارات المشي والتحسيس عن الوصو إلى مبتغانا وضم الأطفال فاقدي السند إلى حضن الجمعية الدافئ”.

الطلبة السفراء : قوة اقتراح وبناء متنامية

اليوم، تعدّ الجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س أكثر من 60 ناد للطلبة السفراء بمختلف المؤسسات الجامعية التونسية وفيها ينشط حاليا حوالي 5000 طالبا، ويعتبر إنشاء هذا الهيكل في منظومة التطوع صلب الجمعية من أبرز محاور إتفاقية أبرمت منذ سنتين مع ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وينتظر أن تمتد عملية إنشاء النوادي إلى المعاهد الثانوية بما يتيح فرص نشر اوسع لقيم وثقافة رعاية أطفال قرى س و س لدى الناشئة ويقلل من هامش الوصم والتفرقة الذين يعاني منهما هؤلاؤ الأطفال في تونس كما في كل دول العالم.

  • محمد سامي الكشو
  • المنسق الوطني للاتصال بالجمعية




The Walk of Champions: Shaping Their Future Through a Journey of Solidarity

It all started as an ambitious idea from Mohamed Dhia, a student at the Faculty of Economics and Management in Sfax and the president of the SOS Student Ambassadors Club. Inspired by the cause of children without parental care and vulnerable children, he envisioned an extraordinary initiative: a 1000 kilometers solidarity walk across Tunisia.

From Remada to Gammarth, from January 29 to February 11, 2025, a group of dedicated student ambassadors from SOS Children’s Villages Tunisia took on this challenge, fuelled by their unwavering commitment to making a difference. Their mission was clear: to secure sponsorships for 3,000 additional children through the permanent automatic payment system, which allows donors to make fixed contributions to support a child’s future.

A Journey of Dedication and Resilience

For 14 days, these young champions crossed 24 governorates, enduring cold nights, rainy days, and long, exhausting walks. Along the way, they engaged with citizens, businesses, and media, raising awareness about the struggles of children without parental care. Over 2,000 volunteers joined their cause, amplifying their message through social media platforms like Instagram, Facebook, and TikTok.

Influential figures including content creators, actors, journalists, and artists helped spread their mission, drawing national and international attention to their cause.

Among these passionate walkers were four young people from SOS programs, who themselves have experienced the challenges of growing up without parental care. They stepped forward to contribute to this movement, proving that those who once needed support are now leading efforts to help others. One of them, Sabrine, a dedicated member of an SOS Student Ambassador Club, walked every step with determination, embodying the spirit of resilience and solidarity.

By the end of this emotional and inspiring journey, the students had successfully collected 850 new sponsorship pledges, allowing 350 children to receive support from SOS Children’s Villages Tunisia. However, this fell short of their ambitious goal.

Determined not to stop there, Mohamed Dhia and his fellow ambassadors declared at the finish line in SOS Children’s Village Gammarth:

« Our commitment does not end here. We will continue our mission until we reach our goal of 3,000 children. »

A Growing Movement of Student Ambassadors

Today, SOS Chlidren’s Villages Tunisia proudly counts over 60 Student Ambassador Clubs across universities, with 5,000 active student volunteers dedicated to raising awareness and fighting for the rights of children in need. Thanks to a partnership with the Ministry of Higher Education and Scientific Research, the movement is expanding to high schools, ensuring that the next generation embraces a culture of care and inclusion.

This Walk of Champions is not just a journey, it is a movement, a symbol of hope, proving that with determination, solidarity, and perseverance, young people can change lives and shape the future of thousands of children in need.

  • Written by Mohamed Sami Kechaou
  • Brand and Communication Coordinator
  • Translated by Raja Zouaoui
  • International Sponsorship Coordinator